من هو بوذا ؟

في القرن السادس قبل الميلاد ولد سيدهارتا غوتاما، المعروف ببوذا في مملكة صغيرة تقع تحت جبال الهمالايا، لعائلة حاكمة ثرية ، و تربى داخل القصر الملكي معزولا عن العالم الخارجي أمرا من والده لعله يصبح قائدا عسكريا في المستقبل، غوتاما لم يكن يعرف شي عن ما يحدث في القرى الأخرى و خارج أسوار القلعة، حيث توفر له كل مايشتهي من  متعة و نساء ليتعلم المبارزة و العدو، و لم يكن ينقصه شي حينها، إلى أن بلغ سن السادسة عشر و تزوج من إمراء حسناء أنجب منها طفلا .

و عند بلوغة التاسعة والعشرين قام بوذا بإفتتاح مهرجان قبل توليه كرسي المملكة قبل وفاة والده وذهب خارج أسوار القلعة في القرى الأخرى، فصادف هناك حشد كبير من الناس و إنصدم بما وجد من معاناة البشر و خوفهم، و أكثر ماشد إنتباهه رجل كبير في السن، منحنى الكتفين، مقوس الظهر، حاملا في يده عصاء، ليتركز عليها، و يمشي ببطئ بسبب مرضه و عجزه، 
و في الحين الأخر حشد من الناس يبكون و يحملون جثة .
أخذ بوذا يتسأل عن ماذا يحدث؟
فأخبره أحدهم أن هذه جنازة لوافاة أحدهم والجميع معرض لا محالة للمرض و الشيخوخة و الموت هكذا هي سنة الحياة، و إنصدم أكثر عندما عرف حقيقة عالم الملوك التي كبر فيه و كل ما تحمله من أمان و راحة ماهي إلا زيف.
قرر حينها مغادرة القصر و البحث عله يجد إجابة لتساؤلته التى سقطت عليه،
إنظم إلى مجموعة من الناس الذين تركو مجتمعاتهم بحثا عن الحرية، و أخذ بالتجول و النقشات مع ملحدين و جدليين و أراء مختلفة من المتعبدين، وكل الأماكن و الأسواق حينها كانت مليئلة بالتسأولات والنقاشات، ضل بوذا ستة سنوات من البحث و الجدال لكنه لم يرى أي فائدة من ذالك وقرر ترك كل ماتعلمه و رحل متنسكا عند شجرة ( المعروفة بشجرة فيكس لسان العصفور ).
و هناك جلس وحيدا يرتب أفكاره و يسترجع كل ما تعللمه محاولا الوصول للحقيقة أو التحرر ، ظل هناك عدة أيام في حياة الزهد يعيش على حبة أرز و كابح لجميع رغباته و شهواته، ليستيقض في يومه السادس في صباح باكر على نجمة مشعة في السماء، و شعر كأنه يستيقض لأول مرة في حياته، و أدرك حينها أن ما كان يبحث عنه موجود داخله و داخل كل شخص، وليس هناك هدف لتحقيقه و بالتالي ليس هناك حاجة للمزيد من المعاناة و الألم.
قرر أن يحدث الناس عن ما راءه من حقيقة لكنه كان متأكد أنه لا يستطيع و سيواجه الناس صعوبة في فهمها،
لكنه أصر على تعليم المبادئ لكل تلاميذه الذين إلتحقو بتعاليمه ، لتبدئء حينها الفكرة أو الفلسفة البوذية و يتحول التأمل ب
إلى عادة تنويرية لبلوغ الحقيقة الروحانية.

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.