الأديان الأخرى ( ماذا يوجد بعد الموت ؟ )

ماذا يوجد هناك؟



إحتار البشر منذ فجر التاريخ في واحد من بين أشد الأسئلة عمقا و تعقيدا بل ورهبة أمام الوجود، ليجد نفسه محاطا داخل حياة نهايتها محتمة، و يرحل الكائن إلى مجهول .

في المقال هذا سنلقي نظرة في عمق الأديان الأخرى و ماذا يحدث بعد الموت من وجهة نظرهم.











 الفراعنة

بعد تحنيط الميت و دفنه مع ممتلكاته من ذهب و الأشياء التي كان يحبها، يوضع معه كتاب يسمى "كتاب الموتى" و يحتوي على أكثر من 65 تعويذة و 150 رسمة ملونة ليتمكن الميت بها عبور العالم السفلي الذي تحرصه الثعابين، وهذا الكتاب هو مرشده خاصة أمام الإله الأعظم "أوزيريس" الجالس على عرشه و خلفه أخته إيزيس و نفتيس و بجانبه إبناء إبنه حورس،
و أثناء المحاكمة يتم وضع قلب الميت في ميزان و في الكفة الثانية ريشة،
فلو كان قلبه شريرا تميل كفة الريشة و يلقى به نحو "عمعموت" عالم الوحوش.
أما إذا كان قلبه ممتلئ بالخير فيدخل في حديقة حورس و ينعم بحياة أبدية سعيدة.



السومريون



 تحدثت في المقال السابق عن ملحمة جلجامش أول قصة كتبها الإنسان في التاريخ و رحلة جلجامش في البحث عن الخلود في بلاد الرافدين.
إعتقد السوماريون أن الدفن تحت الأرض هو منفذ الميت للعالم السفلي "مدينة الموتى " ذات السبع أبواب ضخمة و يمشي الميت حتى يصل البوابة الأخيرة عاريا ليلتقي بالإله "أريسيكبال" و يقوده لسبعة ألهة أخرين للتحديد مصيره.
و الموت عند السوماريون لم يكن مقتصرا على البشر فقط بل حتى الألهة عندهم تموت أحيانا.




الإغريق و العرب قبل الإسلام



كان العرب قبل ضهور الإسلام يعبدون الأصنام و لعل أشهرها اللات و العزى التي أحضرها عمر بن اللحي أثناء تجارته من بلاد الشام.
وهي نفسها "ديونيسون" و "أفروديت" المعروفة بألهة الحب و الخصوبة عند الإغريق.
و مسألة ما بعد الموت في اليونان قديما هي في العالم السفلي أيضا و يصل الميت إلى مستنقع ليقابل ثلاثة قضاة يقومون بالحكم عليه .
الروح الصالحة ترسل إلى جزيرة البركة و يعيش إلى الأبد مع أنصاف الألهة.
الروح المتعادلة ترسل إلى نهر النسيان و تشرب منه، لتنسى حياتها على الأرض ثم يذهبون إلى عالم ضبابي لا عذاب و لا نعمة ليقضو فترة من الزمن ثم يعودون للأرض من أجل فرصة أخرى.
أما الروح الشريرة فمصيرها الهلاك للأبد مع الوحوش.




التناسخ

التناسخ أو التقمص وهي إنتقال الروح من جسد لأخر و تؤمن كل من الهندوسية و البوذية و الدرزية بهذا الإعتقاد، أو التقمص حسب المؤهلات،
ففي البوذية مثلا تتعبر الحياة عذاب و أن الموت هو الراحة الحقيقية، و تنتقل الروح من كائن لأخر، وعندما تكون نفس الإنسان طاهرة فإنها تنتقل إلى النيرفانا و هي حالة الخلوة من المعاناة أو الإنطفاء الكامل .
الدرزية تعتقد أن الروح تنتقل من جسم بشري إلى جسم بشري أخر.





العدميون

يرى الملحدون أو الماديون أنه لا وجود لروح أو لحياة بعد الموت و أن موت الشخص ينهي كل شي كان و مصيره الفناء أو العدم أما بالنسبة للجسد فتتحول طاقته الحيوية كما هو معروف إلى دود ثم يتحول الجسد إلى طاقة طبيعية ( نبات تراب، رماد) و لا يبقى سوى العظام في حالة لم تحرق الجثة وتتبخر . أما الشخص (النفس) فلا يعود أي شي إطلاقا بالظبط مثلما كان قبل أن يولد لا فكر، لا مشاعر، لا صوت، لا صدى ، لا شي، فقط عدم.




في الأخير يبقى السؤال مستمرا فلا أحد جاء من عالم الأموات و أخبرنا ماذا يوجد هناك، و لا أتصور أن العلم سيتمكن من فهم هذه الضاهرة وربما سيتمكن من يدري أما السؤال الأصح فهو يكمن من أين جئنا؟.

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.