خرافات منتشرة بيننا ( تجار العلم )




لا يقتصر الدجل عن رجال الدين و تجاره من المشعوذين  فحسب، بل صارت الخرافات تقتحم شتى مجالات العلم ليأتي أشخاص يسمون أنفسهم بمختصوا التنمية البشرية أو البرمجة اللغوية العصبية بإسم العلم يكسبون ألاف بل ملايين الدولارات عن طريق الترويج لأفكار تجعل المتلقي منبهر و متحفز لعالم جميل مليء بالنجاحات و السعادة... لكن وبعد إنتهاء المحاضرة ينصدم الشخص بالواقع و يتفجاء بأن الحياة ليست كما وصفها هاؤلاء وأنه قد تم النصب عليه و إستغلال ماله، وقته، أو ربما تتدهور حالته النفسية و يصيبه الشعور بالنقص و العجز و يحمل في خاتره ما لا يستوعبه وعيه .


ربما شدت إنتباهك على الأنترنت عناوين مثل 'إكتسب شخصية قوية'،  'فكر بإيجابية'،  'كيف تصبح، غنيا، ذكيا، ناجحا.. و الكثير من العناوين المثيرة و التي تجذب الفضول إليها، لكن هل تسألت يوما عن التشابه بينها و بين الإعلانات التي تظهر رجل وسيم ذو بنية عضلية قوية و جسم متناسق يروج لمكمل غذائي أو منتج معين و تقتنع في الحين أنك لو إشتريت منتجهم ستصبح بتلك الدرجة من المثالية و أن المجهود الحقيقي و التمرين و النظام الصارم لا يكتمل إلا بمنتجهم ؟.
نفس الفكرة بالضبط ( الإستغلال ) عن طريق بيع أمل ووهم زائف ربما بهدف التحفيز أو التتغيير لكن ما أبعده عن الحقيقة.
نحن نحب الكلمات و التحفيز لكن التدريب و الجهد أهم بكثير بالرغم من أننا نحتاج في بعض المراحل لشي يصف ما في داخلنا، و يحثنا نحوى التقدم و التطور إلا أنه ليس الأهم .

فلو أردت تنمية عقلك فعلا، قم بأخذ كورسات في ( التسويق، علم النفس، الإقتصاد، البرمجة... ) أو على الأقل فتش عن حقيقة المعلومة في المصادر الموثوقة من المناهج العلمية، فالأن نحن في عصر التكنولوجية، و المعلومة صارت متاحة للجميع ومن السهل الوصول إليها بل و مجانية، بمجرد دخول لموقع المجلات العلمية، أو أبحث على جوجل سكولار للتأكد بنفسك وهناك أيضا عدة كتب معتمدة من مختصين فعلا في مجالاتهم و ليس تجميع و أطروحات سطحية من أشخاص يستغلون المعرفة في التجارة و ما أبعدهم عن المعرفة.

ما أريد طرحه في هذا المقال هو أن المعرفة، الخبرة، أو التغيير ليس ما يقوله لك هاولاء إنما مايتم إثباته علميا أو ما تجربه أنت بنفسك وترى فيه فائدة، 

و قد تتسائل كيف لي أن أتهجم عن التنمية البشرية، و البرمجة اللغوية العصبية و هي علم معترف به و غيير حياة الكثيريين؟
-لا يا عزيزي لا علم ولا بطيخ كله وهم و ضحك على الناس، وهاؤلاء غير معترف بهم لا في المنهج العلمي و لا شهاداتهم تحتسب، لذالك كل من يقل لك شهادة في الميتافيزيقيا أو في علم الطاقة أو في البرمجة اللغوية العصبية أو في التنمية البشرية فتأكد أن كل تلك الشهدات لا علاقة لها بالعلم.
ليس كل كن حذرا من و لا تأخذ بالمسلمات، ف وعندما ترى شخص مبتسما متفائلا يلقي خطابا أو فيديو عن السعادة و يحاول إقناعك بأنه يمتلك أسرار النجاح و السعادة و طرد المخاوف و التعاسة والإكتئاب في أسبوع، و يقتبس كلمات و نظريات من علم النفس و أحيانا أحاديث و أيات قرأنية،  و إقتباسات من الفلسفات الروحانية القديمة و يدمجها معا ليصنع خلط 
أنصحك أن تتطلع على المجالات بنفسك ولا داعي لشراء كورسات أو البحث عن النجاح و السعادة في الخارج . القراءة و التطلع ليس حكرا على أحد و هم لا يملكون شيأ مختلف عنك .

ما دفعني شخصا  لكتابة هذا المقال هو كثرة الدجالين و المحتالين حولنا، وكل من يرغب في  بناء ثروة يبدئ بإستغلال الناس بعناوين جذابة و كورسات بإسم المعرفة، و العلم، فلو كان كل ما يشاع صحيح لرأيت الجميع في القمة، فكن واعي لما حولك و نمي عقلك بالبحث و التدريب الفعلي و لا تضييع مالك ووقتك في إتباع الدجالين .


ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.